لا يختص الفرق بين (ما زال) و(لا زال) وإنما هو الفعل الماضي أصلاً. والفعل الماضي لا يُنفى بـ (لا) إلا في حالات : إما أن يتكرر كما في قوله تعالى (فلا صدّق ولا صلّى)، وإما أن يكون دعاء له أو عليه (لا عافاه الله، ولا شفاه الله) وإما أن يُراد به المستقبل (والله لا فعلت ذلك أبدا). قال الشاعر:
حسب المحبين في الدنيا عذابهم تالله لا عذّبتهم بعدها سقر
لا يصح القول "لا رجع أخوك" لأن المعنى هو دعاء على أخيك بعدم الرجوع، ولا يُقال" لا ذهب محمد" لأنها تفيد الدعاء عليه بعدم الذهاب. والقول :"لا زال المطر نازلاً" بمعنى دعاء باستمرار نزول المطر.
ولا نقول "لا زال أخوك غائباً" لأن هذا دعاء عليه أن لا يعود وإنما نقول "ما زال أخوك غائباً" لأن (لا) كما قلنا لا تنفي الفعل الماضي إلا بالشروط التي ذكرناها سابقاً.
٢٧٩- ما دلالة ذكر (لكم) في قوله تعالى في سورة الأنعام :(وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ) وعدم ذكرها في آية سورة هود (وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ)؟