قال تعالى في سورة المعارج :(يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١)). ليس فيها ما يدعو للغرابة. يُقال في العربية :"بصُر به" وهو فعل لازم غير متعدي (كل صيغة فَعُل فهي لازمة).
أبصَرَ: متعدي (وأبصرهم فسوف يبصرون)
بصّره: معناه أراه يتعدى إلى اثنين أو بالباء يُقال: بصّرته زيداً أي أريته إياه.
وقوله تعالى :(يبصّرونهم) بمعنى أنه يوم القيامة يُري بعضهم بعضاً فهذه صيغة مضارع مبني للمجهول.
٢٨٥- ما دلالة استخدام صيغة (عَسِر) في آية سورة القمر؟
قال تعالى في سورة القمر (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨))
من أوزان الصفة المشبّهة فعِل وفعيل فتأتي هاتين الصفتين للمبالغة أو صفة مشبّهة، يُقال فرِح وطويل.
و"عَسِر" غير "عسير" والكلام في موضوع الصيغة المشبهة ودلالاتها ومعانيها طويل لكن نتحدث عنه بشكل موجز هنا. نقول مثلاً صيغة "أفعل" ؛ مثل :"أحمر" تستعمل للنعوت والحُلى الظاهرة.
"عسِر" تستعمل للأشياء الداخلية، بينما "أعسر" تستعمل للصفات الظاهرة والجسمية.
مثل شريف وأشرف: "أشرف" تعني المرتفِع الكتفين، وكذلك رئيس وأرأس بمعنى رأسه كبير.
"مليح" بمعنى جميل و"أملح" بمعنى أبيض اللون.
أسِف (فرجع موسى غضبان أسِفا) من الاندفاع وجاء في قول عائشة عن أبيها :(إن أبا بكر رجل أسيف) هذه ليست حالة عارضة وإنما وصف له.
وكذلك كلمة "بطِن" (بمعنى لا يهمه إلا بطنه) و"بطين" (بمعنى كبير البطن واسعة)، نشِط (مندفع وهي حالة اندفاعية) أما "نشيط" فهي صفة عامة.
فكلمة "عَسِر" غير "عسير" فيقال : عسِر عليه الأمر فهو عسيِر فالأمر خاص به ؛ قد يكون عسِراً عليه لكنه ليس كذلك على غيره ؛ فقد يعسر أمر ما على طفل ولا يعسر على من هو أكبر منه.