قال تعالى في سورة فُصّلت :(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤)).
الحُسنى لا تُقابل السيئة وإنما تُقابل السوأى (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (١٠)). والحسنى مؤنّث الأحسن وهي إسم تفضيل كالأصغر والصُغرى والأكبر والكُبرى والأسوأ والسوءى. فالسيئة إذن لا يقابلها الحسنى وإنما السوءى. أما الحسنة فهي التي تقابل السيئة، لو استعملت الحُسنى كما جاء في السؤال (لا تستوي الحسنى ولا السيئة) لكانت أعطت معنى أنه يمكن أن تستوي الحسنة والسيئة، الحسنى لا تستوي وما دونها يستوي. لكن في الآية الكريمة نفي القِلّة ونفي الأكثر من باب أولى.
٢٨٨- ما الفرق بين استعمال (من) و(ما) في قوله تعالى :(ولله يسجد من في السموات والأرض) وقوله تعالى :(ولله يسجد ما في السموات والأرض)؟
(من) : تستعمل لذوات العقلاء وأولي العلم فقط أما (ما) فتستعمل لصفات العقلاء (ونفس وما سوّاها) (فانكحوا ما طاب لكم من النساء)، (وما خلق الذكر والأنثى) والله هو الخالق، (ونفس وما سوّاها) والله هو المسوي، وذوات غير العاقل (أشرب من ما تشرب) وهي أعمّ وأشمل.
لكن يبقى السؤال لماذا الاختلاف في الاستعمال في القرآن الكريم فمرة تأتي (من) ومرة تأتي (ما)؟
ونستعرض الآيات التي وردت فيها (من) مع السجود : قال تعالى في سورة الرعد (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (١٥)) والطوع والكره من صفات العقلاء فاستعمل (من).


الصفحة التالية
Icon