(حيث) الأصل فيها أنها للمكان، قسم يقول قد تخرج إلى الزمان، لكن هي عند جمهور النُحاة هي للمكان. وهنا هي للمكان لأن السياق هو في تحذير بني آدم من الشيطان (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (٢٧) الأعراف) من باب التحذير وهنا التحذير من عدو لا يُرى يكون أخوف أن يأتيك من مكان لا تراه يكون أخوف وأشدّ. وجاء بـ (إنّ) وبالهاء التي هي احتمال ضمير الشأن، إذن هذا أنسب شيء أن يقول (مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) أي يأتيكم من مكان وأنتم لا تبصرونه وهو عدو لكم فكيف يكون إذا جاءك عدوك من مكان لا تراه؟! لذا هي قطعاً للمكان وهي أنسب مكان للتحذير. (حيث) قسم قال قد تأتي للزمان قليلاً.
سؤال ١٠: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (٥٠) الكهف) هل (كان) هنا بمعنى صار كما في قوله تعالى (وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا (١٤) المزمل)؟