يعدُّون تفسير الخازن المسمى (لباب التأويل في معاني التَّنْزيل) من التفسير بالرأي(١)، مع أن مؤلفه نصَّ في المقدمة على أنه ليس له في هذا التفسير سوى النقل، قال: ((... ولما كان هذا الكتاب كما وصفت [يعني كتاب معالم التنْزيل للبغوي] أحببت أن أنتخب من غُرَرِ فؤائدِه، ودُرَرِ فوائده، وزواهرِ نصوصِه، وجواهر فُصوصِه = مختصرًا جامعًا لمعاني التفسير، ولباب التنْزيل والتعبير، حاويًا لخلاصة منقوله، متضمنًا لنكته وأصوله، مع فوائد نقلتها، وفرائد لخصتها من كتب التفاسير المصنفة في سائر علومه المؤلفة، ولم أجعل لنفسي تصرفًا سوى النقل والانتخاب، وحذفت منه الإسناد، لأنه أقرب إلى تحصيل المراد...)) (٢).
يظهر من هذا النص أن الخازن (ت: ٧٤١) قد اختصر تفسير البغوي (ت: ٥١٦)، وأنه قد انتخب من غيره من التفاسير، وأنه ليس له فيها سوى النقل والانتخاب. وتراهم قد عدَّوا تفسير البغوي (ت: ٥١٦) من كتب التفسير بالمأثور(٣)، فلِمَ لم يجعلوا المختصر الخازنيَّ من كتب التفسير بالمأثورِ تبعًا لأصله البغويِّ؟!
تصحيح المسار في مصطلح التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي

(١) ذكر عبدالعظيم الزرقاني في مناهل العرفان أهم كتب التفسير بالرأي (٢: ٦٥)، وذكر منها تفسير الخازن (٢: ٦٦، ٦٩)، وكذا القطان في مباحث في علوم القرآن (ص: ٣٦٦).
(٢) تفسير الخازن، بهامشه تفسير البغوي (١: ٣).
(٣) ينظر مثلاً: مناهل العرفان (٢: ٣٠)، ومباحث في علوم القرآن للقطان (ص: ٣٦٠).


الصفحة التالية
Icon