٢- قوله تعالى :﴿والناشطات نشطا﴾ : ويقسم بالملائكة أن تسل روح المؤمن من جسه بخفة وسهولة(١).
٣- قوله تعالى ﴿والسابحات سبحا﴾ : ويقسم بالملائكة التي تجوب آفاق السماء، وتنزل إلى الأرض بأمر الله(٢)

(١)... اختلف السلف في النشاط على أقوال :
الملائكة، وهو قول ابن عباس من رواية العوفي، وهو الراجح كما سبق في النازعات.... =
(٢) لموت : وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح. وقد أدخل ابن جرير ابن عباس والسدي في من قال بهذا القول، ولا يصح دخولها فيه ؛ لأن عبارتهما مجملة، وقد صرح السدي بالسند نفسه في تفسير "النازعات" أنها النفس، والأولى أن يحمل هنا عليها، فيكون قوله في الناشطات كقوله في النازعات. أما ابن عباس فقد ورد بالسند نفسه في تفسير النازعات، وجعله تحت قول من قال هي الملائكة، مع أن عبارته مجملة كذلك، حيث قال : النازعات : حين تنزع نفسه، والناشطات : حين تنشط نفسه، وهذا مشكل، والله أعلم.
أنها النجوم تنشط من أفق إلى أفق، وهو قول قتادة من طريق معمر.
أنها الأوهاق، وهي الحبل يرمي في أنشوطة، فتؤخذ به الدابة أو الإنسان، وهو قول عطاء.
( )... السبح يطلق على العوم في الماء والمرور في السماء ؛ كما قال تعالى :﴿كل في فلك يسبحون﴾ [الأبنياء : ٣٣] وقد اختلف السلف في المراد بالسابحات على أقوال :
الملائكة، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح. وقد ذكر ابن كثير أنه قول ابن مسعود، وروي عن علي ومجاهد وسعيد بن جبير وأبي صالح.
أنها الموت يسبح في جسد الإنسان، وهو قول مجاهد أيضاً، وقد اختلف عليه، ويظهر أن هذا القول هو اختياره ؛ لأنه مر بالأسانيد نفسها في تفسير النازعات والناشطات وأنها الموت، وكون هذا أشبه بما قبله عنده أظهر من كونه قال بغيره ما دام قد ورد عنه والله أعلم. وقد علق أبو جعفر الطبري على هاتين الروايتين بقوله :"هكذا وجدته في كتابي"، وهذا يدل على استكشاله في الرواية التي عنده عن مجاهد، والله أعلم.
أنها النجوم تسبح في فلكها، وهو قول قتادة من طريق معمر وسعيد.
أنها السفن تسبح في الماء، وهو قول عطاء.


الصفحة التالية
Icon