بعد خلق السماء وإغطاش ليلها وإخراج ضحاها(١).
... ٣١- قوله تعالى :﴿أخرج منها ماءها ومرعاها﴾ ؛ أي : أظهر من الأرض ماءها وكلأها من النبات(٢)
(١)... أشكل على بعض العلماء هذا النظم في سياق خل السماء والأرض، ذلك أن الله ذكر في أكثر من موضع خل الأرض قبل خلق السماء ؛ مثل قوله تعالى :﴿هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم =
(٢)... استوى إلى السماء﴾، وقال :﴿ قل انبئكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ويجعلون له أندادا بذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعا و كرها قالتا أتينا طائعين * فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا وذلك تقدير العزيز العليم ﴾ [فصلت : ٩-١٢].
... والجواب الصحيح في ذلك ما ذهب إليه حبر الأمة ابن عباس، وفحواه : أن الله خلق الأرض في يومين غير مدحوة، ثم استوى إلى السماء فخلقها، ثم دحا الأرض، فالخلق غير الدحو الذي تتحدث عنه آية النازعات. انظر :(تفسير الطبري، وفتح الباري، سورة فصلت من كتاب التفسير)، وانظر :(تأويل مشكل القرآن : ٦٧، وتهذيب اللغة : ٢ : ٢٤٣). وقد جعل مجاهد والسدي المعنى: والأرض مع ذلك دحاها، وهذا يبين أن الإشكال قد ورد عليهما، فخلصا منه بهذا التأويل، وهو ضعيف ؛ لأن دلالة الآية واضحة على قول ابن عباس، ولا تحتاج إلى تأويل "بعد" بمعنى "مع"، وبقاء اللفظ على معناه، مع صحة تأويل الآية، أولى من جعله بمعنى لفظ آخر يُحمل عليه تأويل الآية.
... وقد ذكر بعض اللغويين أن "بعد" بمعنى "قبل"، وهذا لتخريج الإشكال الوارد على الآية، ويقال فيه ما قيل في القول الذي قبله.
( )... هذا الإخراج من توابع دحو الأرض، والآية تثبت أن الماء الذي في الأرض أصله من الأرض ؛ لقوله :﴿منها﴾، والمرعى في القرآن : مكان الكلأ والعشب الذي تأكله البهائم، وقد ناسب ذكره هنا، لقوله بعد ذلك :﴿متاعاً لكم ولأنعمكم﴾ وهو في النهاية يرجع إليهم ؛ لأن الأنعام من متاعهم، غير أن في ذكر الأنعام هنا إشارة إلى أن الأنعام تشاركهم في التمتع في الأرض، وأن عليهم زيادة في ذلك، وهو الاعتبار والأتعاظ بما أنعز الله عليهم به، لكيلا يكونوا كالأنعام أو أضل سبيلاً ؛ كما قال تعالى :﴿كلوا وارعوا أنعمكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى﴾ [طه : ٥٤]، والله أعلم.
(٢)... استوى إلى السماء﴾، وقال :﴿ قل انبئكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ويجعلون له أندادا بذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعا و كرها قالتا أتينا طائعين * فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا وذلك تقدير العزيز العليم ﴾ [فصلت : ٩-١٢].
... والجواب الصحيح في ذلك ما ذهب إليه حبر الأمة ابن عباس، وفحواه : أن الله خلق الأرض في يومين غير مدحوة، ثم استوى إلى السماء فخلقها، ثم دحا الأرض، فالخلق غير الدحو الذي تتحدث عنه آية النازعات. انظر :(تفسير الطبري، وفتح الباري، سورة فصلت من كتاب التفسير)، وانظر :(تأويل مشكل القرآن : ٦٧، وتهذيب اللغة : ٢ : ٢٤٣). وقد جعل مجاهد والسدي المعنى: والأرض مع ذلك دحاها، وهذا يبين أن الإشكال قد ورد عليهما، فخلصا منه بهذا التأويل، وهو ضعيف ؛ لأن دلالة الآية واضحة على قول ابن عباس، ولا تحتاج إلى تأويل "بعد" بمعنى "مع"، وبقاء اللفظ على معناه، مع صحة تأويل الآية، أولى من جعله بمعنى لفظ آخر يُحمل عليه تأويل الآية.
... وقد ذكر بعض اللغويين أن "بعد" بمعنى "قبل"، وهذا لتخريج الإشكال الوارد على الآية، ويقال فيه ما قيل في القول الذي قبله.
( )... هذا الإخراج من توابع دحو الأرض، والآية تثبت أن الماء الذي في الأرض أصله من الأرض ؛ لقوله :﴿منها﴾، والمرعى في القرآن : مكان الكلأ والعشب الذي تأكله البهائم، وقد ناسب ذكره هنا، لقوله بعد ذلك :﴿متاعاً لكم ولأنعمكم﴾ وهو في النهاية يرجع إليهم ؛ لأن الأنعام من متاعهم، غير أن في ذكر الأنعام هنا إشارة إلى أن الأنعام تشاركهم في التمتع في الأرض، وأن عليهم زيادة في ذلك، وهو الاعتبار والأتعاظ بما أنعز الله عليهم به، لكيلا يكونوا كالأنعام أو أضل سبيلاً ؛ كما قال تعالى :﴿كلوا وارعوا أنعمكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى﴾ [طه : ٥٤]، والله أعلم.