٢٩- قوله تعالى :﴿إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون﴾ ؛ أي : إن الكفار الذين اكتسبوا المآثم، كانوا في الدنيا يهزأون بالمؤمنين ويضحكون منهم(١).
٣٠- قوله تعالى :﴿وإذا مروا بهم يتغامزون﴾ ؛ أي : وإذا مر الكفار بالمؤمنين، أشاروا إليهم : إما باليد، وإما بالعين، سخرية واستهزاء(٢).
٣١- قوله تعالى :﴿وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين﴾؛ أي : وإذا عاد هؤلاء الكفار إلى بيوتهم بعد أعمالهم هذه التي عملوها للمؤمنين، عادوا وهم متلذذون بما فعلوا.
٣٤- قوله تعالى :﴿فاليوم الذين آمنوا من الكفار يحضكون﴾ ؛ أي : فاليوم الذي هو يوم القيامة يضحك المؤمنون من الكفار لما يرونهم فيه من الخزي، وهذا مقابل ضحك الكفار عليهم في الدنيا.

(١)... الطبري، ومن ذلك هذا الموضع، فبعد أن ذكر أقوال المعربين من نحويي البصرة والكوفة للفظ "عيناً"، قال :"والصواب من القول في ذلك عندنا : أن التسنيم اسم معرفة، والعين نكرة، فنصب لذلك إذا كانت صفة له.
... وإنما قلنا : ذلك هو الصواب، لما قد قدمنا من الرواية عن أهل التأويل : أن التنسيم هو العين، فكان معلوماً بذلك أن العين إذا كانت منصوبة، وهي نظرة، أن التسنيم معرفة".
( )... جاء فعل الضحك مضارعاً، للدلالة على تكرر هذا الحدث منهم، وهذا الفعل حكاية عنهم في الدنيا بدلالة قوله :"كانوا" التي تدل على الماضي، ودلالة قوله :"فاليوم الذين آمنوا...".
(٢)... جاء الفعل "يتغامزون" مضارعاً، للدلالة على تكرر الحدث أو لاستحضاره في ذهن السامع.


الصفحة التالية
Icon