، ويقسم بالليل وما جمع فيه
من الخلق وحواهم(١)، ويقسم بالقمر إذا تمت استدارته، واجتمع فصار بدراً (٢)

(١)... قال ابن جرير :"والليل وما جمع مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير أو يدب نهاراً.. وينخو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل". ثم ذكر الرواية عن مفسري السلف : عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة ومجاهد وابن أبي مليكة، والحسن من طريق أبي رجاء، ومجاهد من طريق ابن باي نجيح ومنصور، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وسعيد بن جبير من طريق أبي الهيثم، وعكرمة من طريق سماك، وابن زيد.
... والرواية عن مجاهد من طريق منصور، جاءت مرة :"وما أظلم عليه، وما دخل فيه "، ومرة :"وما لف"، ومرة :"وما لف عليه"، ومرة :"وما دخل فيه"، وما أظلم عليه فقد جمعه، وبهذا لا تكون خارجة عن معنى الجمع، ولذا لم يجعله ابن جرير قولاً آخر في معنى وسق، والله أعلم.
... وقد ترجم ابن جرير لقول آخر، فقال : وقال آخرون : معنى ذلك :"وما ساق، ثم ذكر الرواية عن ابن عباس من طريق عطية العوفي، قال : وما ساق الليل من شيء جمعه : النجوم". قال عطية العوفي :"ويقال : والليل وما جمع"، وعن عكرمة من طريق حسين، قال: "وما ساق من ظلمة، فإذا كان الليل، ذهب كل شيء إلى مأواه"، وعن الضحاك من طريق عبيد، قال :"ما ساق معه من ظلمه إذا أقبل".
... وإذا تأملت هذه الأقوال، وجدتها لا تخرج عن معنى الجمع، ومن ثم فهي لا تخالف القول الأول، بل هي تفاسير على المعنى، فيها زيادة بسط لأمثلة ما يجمعه الليل، أو طريقة هذا الجمع، والله أعلم.
(٢)... كذا ورد عن السلف في تفسير "أتسق"، ويلاحظ أن مادة "وسق" واحدة، أما عبارات السلف فهي:
إذا استوى، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة العوفي، وزاد العوفي لفظة "اجتمع" وعن عكرمة من طريق سماك، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وسعيد بن جبير من طريق أبي الهيثم، وقتادة من طريق سعيد، وتفسير الضحاك من طريق عبيد، مثل تفسير ابن عباس من طريق العوفي، وابن زيد.
إذا اجتمع وامتلأ، عن الحسن من طريق حفص.
لثلاث عشرة – أي : صار مستديراً – عن سعيد بن جبير من طريق جعفر بن أبي المغيرة، وماهد من طريق منصور.
إذا استدار، عن قتادة في طريق معمر.
وهذه الأقوال من قبيل اختلاف التنوع عن المعنى الواحد بعبارات مختلفة، وذلك لتقريب المعنى إلى ذهن السامع، ولذا ورد عن الواحد منهم عبارتان في التفسير، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon