الذي أتبعه وصار ثقيلاً عليه كأنه يحمله على ظهره. وأنه قد جعل له الثناء الحسن، فصار لا يذكر إلا بخير، ومن أعظم ذلك أنه قرن ذكره بذكر الله ؛ كما في الشهادتين(١).

(١) لحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً، فلا يأخذه، فإنما أقطع له من النار" (رواه البخاري).
... وتكمن العصمة في هذا الجانب في أن الله ينبه نبيه ﷺ على ما وقع منه من خطأ، وهذا ما يأتي لأحد من البشر غيره، فتأمله فإنه من جوانب العصمة المغفلة.
... وأما الجانب النبوي، وهو جانب التبليغ، فإنه لم يرد البتة أن النبي ﷺ خالف فيه أمر الله ؛ كأن يقول الله له : قل لعبادي يفعلوا كذا، فلا يقول لهم، أو يقول لهم خلاف هذا الأمر، وهذا لو وقع فإنه مخالف النبوة، ولذا لما سحر النبي ﷺ لم يؤثر هذا السحر في الجانب النبوي، بل أثر في الجانب البشري، ومن ثم فجانب التبليغ في النبي معصوم، ويدل على هذا الجانب قوله تعالى :﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾، والله أعلم.
( )... كذا فسر السلف الرفع في الذكر بأنه في الشهادة، قال مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، "لا أذكر إلا ذكرت معني : أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ". وقال قتادة من طريق سعيد :"رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها: أشهد أن محمد رسول الله ".


الصفحة التالية
Icon