٩-١٠- قوله تعالى :﴿أرءيت الذي ينهى *عبداً إلى إذا صلى﴾ : نزلت هذه الآيات في أبي جهل لما نهى رسول الله ﷺ عن الصلاة في المسجد الحرام وحلف ليطأن رقبته، وهو يصلي(١)، فقال تعالى : أعلمت أيها المخاطب عن خبر الذي ينهى محمداً ﷺ عن الصلاة في المسجد الحرام، ألم يعلم بأن الله يراه، فيخاف سطوته وعقابه ؟.
١١-١٢- قوله تعالى :﴿أرءيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى﴾ ؛ أي ك أريت أيها المخاطب إن كان محمداً على الاستقامة والسداد في أمر صلاته ؟، أو كان أمراً باتقاء الله، والخوف منه ؟، أيصح أن ينهى عن ذلك ؟!.
والواقع أن هذا الكافر ينهاه، وهذا تعجيب من حاله، إذ كيف ينهى من كان بهذه الصفة من الهدى والأمر بالتقوى ؟!.
١٣- ١٤- قوله تعالى :﴿أرءيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى﴾ ؛ أي : أرأيت أيها المخاطب إن كان هذا الناهي مكذباً بالله، ومعرضاً عنه ؟، أيعمل هذه الأعمال، ولم يوقن بأن الله مطلع عليه، بصير به، ويعلم جميع أحواله ؟!.
١٥-١٦- قوله تعالى :﴿كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة﴾ ؛ أي : ليس الأمر كما قال وفعل هذا الناهي، فإنه لا يقدر على إنفاذ ما أراد، ثم يقسم ربنا على أن هذا العبد الناهي إن لم يترك أعماله هذه وينتهي عنها ليأخذنه مجذوباً من مقدمة رأسه، وهذه الناصية – والمراد بها صحابها – يصدر عنها الخطأ والذنب، والكذب في القول.

(١)... وردت الرواية بذلك عن ابن عباس من طريق عكرمة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح : أن النهاي أبو جهل، وورد قوله :"لأطأن عنقه" عن قتادة من طريق سعيد ومعمر.


الصفحة التالية
Icon