... ١-٣- قوله تعالى :﴿إنا أنزلناه في لليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ : يخبر ربنا أنه أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا(١) في ليلة عظيمة مباركة من ليالي شهر رمضان، وهي ليلة القدر التي تقدر فيها مقادير السنة القادمة(٢).
ثم استفهم على طريق التفخيم والتعظيم لهذه الليلة، فقال : وما أشعرك وأعلمك ما ليلة القدر هذه ؟، ثم أخبر عن فضلها وعظمها بأنها تعدل عمل ألف شهر لمن قامها إيماناً واحتسابا(٣).

(١)... صح تفسير هذا الإنزال عن ابن عباس، وانظر الرواية عنه من طريق عكرمة وحكيم بن جبير وسعيد بن جبير، قال في رواية سعيد بن جبير :"أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، فكان بمواقع النجوم، فكان الله ينزله على رسوله بعضه في إثر بعض، ثم قرأ :﴿وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا﴾ [الفرقان : ٣٢] ".
(٢)... ورد ذلك عن سعيد بن جبير من طريق محمد بن سوقة، والحسن من طريق ربيع بن كلثوم، وسماها مجاهد من طريق ابن أبي نجيح : ليلة الحكم.
(٣)... ورد في هذا حديث باطل، فيه أن ملك بني أمية ألف شهر، قال الطبري :"وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال : عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر، وأما الأقوال الأخر فدعاوى معان باطلة، لا دلالة عليها من خبر، ولا قعل، ولا هي موجودة في التنزيل". وانظر كذلك تفسير ابن كثير فإنه نقد هذا الأثر.


الصفحة التالية
Icon