... ٤-٩- قوله تعالى :﴿كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * أنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدة﴾ ؛ أي : ما ذلك كما يظن هذا الهامز اللامز، ليس ماله بمخلده، ثم أخبر تعالى أنه سيعاقبه على أعماله التي عملها، فذكر أنه سيقذفه ويلقيه في الحطمة التي تحطمه وتدقه وتكسره، ثم استفهم عنها على سبيل التهويل، فقال : وما أعلمك ما هذه التي تحطم ما فيه ؟.
... ثم بين أن هذه الحطمة هي النار التي تشتعل وتلتهب من شدة الإيقاد، هذه النار التي يبلغ حرها قلوبهم، وتحرق كل قلب بحسب ذنبه، وهذه النار مطبقة(١) على الكفار لا يستطيعون الخروج منها، وهم يعذبون فيها في أعمدة طويلة في النار(٢)، والله أعلم.
سورة الفيل
آياتها : ٥
سورة الفيل

بسم الله الرحمن الرحيم

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول.
سورة الفيل
(١)... فسرها السلف بمطبقة، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق أبي مالك غزوان الغفاري والعوفي، وعطية العوفي من طريق فضيل بن مرزوق، والحسن من طريق بي رجاء، والضحاك من طريق مضرس بن عبد الله، وقتادة من طريق سعيد، وابن زيد.
(٢)... ورد التفسير عن ابن عباس من طريق العوفي، قال :"أدخلهم ي عمد، فمدت عليهم النار، فهي من نار ممددة لهم".
... وقال قتادة من طريق سعي :"عمود يعذبون به في النار".
... قال الطبري :"وأولى الأقوال بالصواب في ذلك، قول من قال : معناه، أنهم يعذبون بعمد في النار، والله أعلم كيف تعذيبه إياهم بها، ولم يأت خبر تقوم به الحجة بصفة تعذيبهم بها، ولا وضع لنا دليل فندرك به صفة ذلك، وفلا قول فيه – غير الذي قلنا – يصح عندنا".


الصفحة التالية
Icon