وعنْ شَمِرِ بن حَمْدُويَه (ت: ٢٥٥) (١) أنه قال: ((ورُوِيَ لنا عنِ ابنِ المُظَفَّرِ(٢)-ولم أسمعْه لغيرِهِ- ذَكَرَ أَنَّه يقال: أدركَ الشيءُ: إذا فَنِيَ(٣). وإن صحَّ، فهو في التأويل(٤): فَنِيَ عِلمُهم في معرفةِ الآخرةِ)) (٥).
وأشهرُ من أطلقَه على التَّفسيرِ، محمدُ بن جريرٍ الطَّبريُّ (ت: ٣١٠) في كتابِه جامع البيانِ عن تأويلِ آي القرآنِ، وقد كان يطلق مصطلح ((أهل التَّأويل))، ويصدِّرُ تفسيرَه للآي بقوله: ((القول في تأويلِ قوله تعالى)).
وجاء التَّأويلُ في تسمياتِ كثيرٍ من كتبِ التَّفسيرِ مرادًا به التَّفسيرَ، كتفسيرِ ابن جرير الطبريِّ (ت: ٣١٠)،
ونصوص العلماء في إطلاقِ التَّأويلِ مرادًا به التَّفسيرُ كثيرةٌ جدًّا، لا تكادُ تنحصرُ، وما ذكرته، فإنه على سبيلِ المثالِ، واللهُ الموفِّقُ.
آثار في إطلاقِ التَّأويلِ على ما تؤول إليه حقيقة الشيء:
التَّأويلُ بمعنى: ما تؤولُ إليه حقيقةُ الكلامِ، هو الغالبُ على معنى لفظِ التَّأويل في موارِده في القرآنِ، وقد ورد في تأويلِ الرُّؤى ثمانُ مواضع من سورةِ يوسف(٦).

(١) شَمِرُ بنُ حَمدويه، أبو عمرو الهرويُّ اللُّغويُّ، لقيَ ابن الأعرابي وغيره، وروى الدواوين، كتب في اللغة كتابه الجيم، وهو كتاب أودعه فوائد جمَّةً، ولكنه ضاع ولم يبق منه إلاَّ اليسير، توفي سنة (٢٥٥). ينظر: تهذيب اللغة (١: ١٢)، إنباه الرواة (٢: ٧٧- ٧٨).
(٢) هو الليث.
(٣) في كتاب العين (٥: ٣٢٨): ((الإدراكُ فناءُ الشيء، أدركَ هذا الشيءُ: فَنِيَ)).
(٤) يريد تفسير قوله تعالى: ( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ ) [النمل: ٦٦]، وهي في قراءة ابن كثير وأبي عمرو: ( ادَّارَكَ ). انظر: إعراب القراءات السبع (٢: ١٦١).
(٥) تهذيب اللغة (١٠: ١١٤).
(٦) ينظر الآيات (٦، ٢١، ٣٦، ٣٧، ٤٤، ٤٥، ١٠٠، ١٠١) من سورة يوسف.


الصفحة التالية
Icon