﴿وقطعناهم﴾ أي: فرقنا بني إسرائيل وقوله تعالى: ﴿اثنتي عشرة﴾ حال وتأنيثه حملاً على الأمة ﴿أسباطاً﴾ بدل منه ولذلك جمع قبائل والأسباط أولاد الولد وكانوا اثنتي عشرة قبيلة من اثني عشر ولداً من ولد يعقوب عليه السلام ﴿أمماً﴾ بدل بعد بدل أو نعت لأسباطاً أي: وقطعناهم أمماً لأنّ كل سبط كان أمة عظيمة وجماعة كثيفة العدد وكل واحدة كانت تؤم خلاف ما تؤمه الأخرى لا تكاد تأتلف ﴿وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه﴾ أي: حين استسقوه في التيه ﴿أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست﴾ أي: انفجرت والمعنى واحد وهو الانفتاح بسعة وكثرة يقال: بجست الماء فانبجس أي: فجرته فانفجر قاله الجوهري، وعلى هذا التقرير فلا تباين بين الانبجاس المذكور هنا وبين الانفجار المذكور في سورة البقرة، وقال آخرون: الانبجاس خروج الماء بقلة والانفجار خروجه بكثرة وطريق الجمع أن الماء ابتدأ بالخروج قليلاً ثم صار كثيراً وهذا الفرق مروي عن عمرو بن العلاء.
(١٥/٤٤٨)
---


الصفحة التالية
Icon