تعالى:
(١/١٢٠)
---
﴿وخشعت الأصوات للرحمن﴾ (طه، ١٠٨) والخضوع: اللين والانقياد، ولذا يقال: الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب.
﴿الذين يظنون﴾ أي: يستيقنون وأطلق الظنّ على العلم لتضمنه معنى التوقع ﴿أنهم ملاقو ربهم﴾ بالبعث ﴿وأنهم إليه راجعون﴾ في الآخرة فيجازيهم بأعمالهم، وإنما لم تثقل عليهم ثقلها على غيرهم لأنّ نفوسهم مرتاضة بأمثالها متوقعة في مقابلتها ما يستحقر لأجل مشاقها وتستلذ بسببه متاعبها ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام: «وجعلت قرّة عيني في الصلاة».
﴿س٢ش٤٧/ش٥٠ يَابَنِى؟ إِسْرَا؟ءِيلَ اذْكُرُوا؟ نِعْمَتِىَ الَّتِى؟ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا؟ يَوْمًا s تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَ هُمْ يُنصَرُونَ * وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُو؟ءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ؟ وَفِى ذَالِكُم بَ؟ءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾
﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم﴾ بالشكر عليها بطاعتي، كرره للتوكيد وتذكير التفضل الذي هو أجل النعم خصوصاً، وربطه بالوعيد الشديد تخويفاً لمن غفل عنها وأخلّ بحقوقها وعطف على نعمتي ﴿وأني فضلتكم﴾ أي: آباءكم الذين كانوا في عصر موسى ﷺ وبعده قبل أن يغيروا ﴿على العالمين﴾ أي: عالمي زمانهم بما منحهم الله من العلم والإيمان والعمل وجعلهم أنبياء وملوكاً مقسطين وذلك التفضيل وإن كان في حق الآباء ولكن يحصل به الشرف في الأبناء. واستدل بذلك على أن الأصلح لا يجب على الله لأنّ تفضيلهم لو وجب عليه لم يجز جعله منة عليهم لأنّ من أتى بما وجب عليه لا منة له به على أحد.
(١/١٢١)
---


الصفحة التالية
Icon