﴿يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله﴾ أي: بالأمانة وغيرها ﴿يجعل لكم فرقاناً﴾ أي: هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل ﴿ويكفر عنكم سيآتكم﴾ أي: يسترها ما دمتم على التقوى ﴿ويغفر لكم﴾ أي: يمح ما كان منكم غير صالح عيناً وأثراً، وقيل: السيآت الصغائر، والذنوب الكبائر، وقيل: المراد ما تقدّم وما تأخر؛ لأنها في أهل بدر، وقد غفر الله تعالى لهم، وقوله تعالى: ﴿وا ذو الفضل العظيم﴾ تنبيه على أن ما وعده لهم على التقوى تفضل منه وإحسان، وإنه ليس مما توجبه تقواهم عليه كالسيد إذا وعد عبده إنعاماً على عمله.
ولما ذكر سبحانه وتعالى المؤمنين بنعمه عليهم بقوله تعالى: ﴿واذكروا إذ أنتم قليل﴾ إلى آخره، عطف عليه قوله تعالى:
(١٦/٤١)
---