فإن قيل: ما معنى الفاء في قوله تعالى: ﴿فكلوا﴾؟ أجيب: بأنها سببية والمسبب محذوف تقديره أبحت لكم الغنائم فكلوا، وبنحوه تشبث من زعم أن الأمر الوارد بعد الحظر للإباحة، وحلالاً حال من المغنوم أو صفة للمصدر أي: أكلاً حلالاً، وفائدته إزاحة ما وقع في نفوسهم منه بسبب تلك المعاتبة، ولذلك وصفه بقوله: ﴿طيباً﴾. ﴿واتقوا الله﴾ في مخالفته ﴿إنّ الله غفور﴾ غفر ذنوبكم ﴿رحيم﴾ أباح لكم ما أخذتم، وقوله تعالى: ﴿واتقوا الله﴾ إشارة إلى المستقبل، وقوله تعالى: ﴿إنّ الله غفور رحيم﴾ إشارة إلى الحالة الماضية ولما أخذ رسول الله ﷺ الفداء من الأسارى وثق عليهم أخذ أموالهم منهم ذكر الله تعالى هذه الآية استمالاً لهم، فقال عز من قائل:
(١٦/٨٠)
---


الصفحة التالية
Icon