﴿والذين آمنوا﴾ أي: بالله ورسوله وما أتى به ﴿وهاجروا﴾ في الله تعالى من يعادي نبيه ﷺ سابقين ﴿وجاهدوا في سبيل الله﴾ بما تقدّم من المال والنفس وغيرهما، فبذلوا الجهد في إذلال الكفار ولم يذكر آلة الجهاد؛ لأنها مع تقدّم ذكرها لازمة ﴿والذين أووا﴾ أي: من هاجر إليهم ﴿ونصروا﴾ أي: حزب الله ﴿أولئك هم المؤمنون﴾ أي: الكاملون في الإيمان ﴿حقاً﴾ أي: لأنهم حققوا إيمانهم بتحقيق مقتضاه من الهجرة والجهاد وبذل المال ونصرة الحق ثم وعدهم الموعد الكريم بقوله تعالى: ﴿لهم مغفرة﴾ أي: لزلاتهم وهفواتهم؛ لأن مبنى الآدمي على العجز اللازم عند التقصير وإن اجتهد ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
ولما ذكر تطهيرهم بالمغفرة ذكر تزكيتهم بالرحمة بقوله تعالى: ﴿ورزق﴾ أي: من الغنائم وغيرها في الدنيا والآخرة ﴿كريم﴾ أي: لا تبعة ولا منة فيه ثم الحق بهم في الأمرين من يستلحق بهم ويتسم بسمتهم بقوله تعالى:
(١٦/٨٦)
---


الصفحة التالية
Icon