روي عن علي رضي الله تعالى عنه أنه قال: عدد القتلى سبعون ألفاً فاشتدّ ذلك على موسى فأوحى الله تعالى إليه أما يرضيك أن أدخل القاتل والمقتول الجنة؟ فكان من قتل منهم شهيداً ومن بقي مكفراً عنه ذنوبه فذلك قوله تعالى: ﴿فتاب عليكم﴾ أي فعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم أي: فتجاوز عنكم وقبل توبتكم.
تنبيه: ذكر البارىء في قوله تعالى: ﴿فتوبوا إلى بارئكم﴾ وترتيب الأمر بالقتل عليه إشعار بأنهم بلغوا غاية الجهالة والغباوة حتى تركوا عبادة خالقهم الحكيم إلى عبادة البقر التي هي مثلهم في الغباوة وأنّ من لم يعرف حق منعمه حقيق بأن يستردّ منه ما أنعم به عليه ولذلك أمروا بفك تركيب ذواتهم بالقتل ﴿إنه هو التوّاب﴾ أي الذي يكثر قبول التوبة من المذنبين ﴿الرحيم﴾ أي: البالغ في الإنعام على خلقه.
﴿س٢ش٥٥/ش٥٨ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن؟ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى؟ كُلُوا؟ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ؟ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَاكِن كَانُو؟ا؟ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا؟ هَاذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا؟ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا؟ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا؟ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ؟ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾
(١/١٣١)
---


الصفحة التالية
Icon