﴿لو يجدون ملجأ﴾ أي: حصناً يلجؤن إليه وقيل: لو وجدوا مهرباً هربوا إليه، وقيل: لو يجدون قوماً يأمنون عندهم على أنفسهم منكم لصاروا إليهم وفارقوكم ﴿أو مغارات﴾ أي: سراديب جمع مغارة وهو الموضع الذي يغور فيه الإنسان أي: يستتر ﴿أو مدّخلاً﴾ أي: موضعاً يدخلونه ﴿لولوا إليه﴾ والمعنى أنهم لو وجدوا مكاناً على أحد هذه الوجوه الثلاثة مع أنها شر الأمكنة لدخلوا إليه وتحرّزوا فيه ﴿وهم يجمحون﴾ أي: يسرعون في دخول ذلك المكان إسراعاً لا يردّ وجوههم شيء ومن هذا يقال: جمح الفرس وهو فرس جموح وهو الذي إذا حمل لا يرده اللجام، ثم ذكر تعالى نوعاً آخر من قبائح المنافقين وهو طعنهم في رسول الله ﷺ بسبب أخذ الصدقات بقوله تعالى:
(١٦/١٧٥)
---