فإن قيل: لم قدّم في الآية المنّ على السلوى مع أنها غذاء والمنّ حلواء والعادة تقديم الغذاء على الحلواء؟ أجيب: بأنّ نزول المنّ من السماء أمر مخالف للعادة فقدم لاستعظامه بخلاف الطيور المأكولة وأيضاً هو مقدّم في النزول عليهم ﴿كلوا﴾ على إرادة القول أي: قلنا لهم كلوا ﴿من طيبات﴾ حلالات ﴿ما رزقناكم﴾ ولا تدخروا لغد فكفروا النعمة وادّخروا فقطع الله ذلك عنهم ودوّد وفسد ما ادّخروه وقوله تعالى: ﴿وما ظلمونا﴾ أي: بذلك فيه اختصار وأصله فظلموا بأن كفروا بهذه النعم وما ظلمونا ﴿ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾ لأنّ وباله عليهم.
روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ «لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ولولا حوّاء لم تخن أنثى زوجها الدهر».
(١/١٣٥)
---


الصفحة التالية
Icon