﴿فبدّل الذين ظلموا﴾ منهم ﴿قولاً غير الذي قيل لهم﴾ فقالوا: حبة من شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم مخالفة في الفعل كما بدلوا القول.
روى معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ «قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة» وفي رواية: في شعيرة. وقوله تعالى: ﴿فأنزلنا على الذين ظلموا﴾ فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح أمرهم وإشعاراً بأنّ إنزال الرجز عليهم لظلمهم بوضع غير المأمور به موضعه أو على أنفسهم بأنهم تركوا ما يوجب نجاتها إلى ما يوجب هلاكها ﴿رجزاً﴾ أي: عذاباً مقدراً ﴿من السماء﴾ وقيل: أرسل الله عليهم طاعوناً فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفاً، وقيل: أربعة وعشرون ألفاً ﴿بما كانوا يفسقون﴾ أي: بسبب فسقهم، أي: خروجهم عن الطاعة.
﴿وإذ استسقى موسى﴾ طلب السقيا ﴿لقومه﴾ وذلك أنهم عطشوا في التيه فسألوا موسى أن يستسقي لهم ففعل فأوحى الله إليه كما قال: ﴿فقلنا اضرب بعصاك الحجر﴾ وكانت من آس الجنة بالمدّ أي: شجرها وهو المرسين.
(١/١٣٧)
---