(٣/٨٠)
---
لام كي، أي: آتيتهم كي تفتنهم. وقيل: هو دعاء عليهم بما علم من ممارسة أحوالهم أنه لا يكون غير ذلك. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بضم الياء والباقون بالفتح ﴿ربنا اطمس على أموالهم﴾ أي: امسخها وغيرها عن هيئتها. قال قتادة: صارت أموالهم وحروثهم وزروعهم وجواهرهم حجارة. وقال محمد بن كعب: جعل سكرهم حجارة. وقال ابن عباس: بلغنا أنّ الدراهم والدنانير صارت حجارة منقوشة كهيئتها صحاحاً وأنصافاً وأثلاثاً وأرباعاً، ودعا عمر بن عبد العزيز بخريطة فيها أشياء من بقايا آل فرعون، فأخرج منها البيضة مشقوقة والجوزة مشقوقة، وإنها كالحجر. قال السدّي: مسخ الله تعالى أموالهم حجارة والنخيل والثمار والدقيق والأطعمة فكانت إحدى الآيات التسع ﴿واشدد على قلوبهم﴾ أي: اطبع عليها واستوثق حتى لا تنشرح للإيمان وقوله: ﴿فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم﴾ جواب للدعاء، أو دعاء بلفظ النهي أو عطف على ليضلوا، وما بينهما دعاء معترض. وقوله تعالى: ﴿قال قد أجيبت دعوتكما﴾ فيه وجهان:
الأوّل: قال ابن عباس: إنّ موسى كان يدعو وهارون كان يؤمّن فلذلك قال: دعوتكما، وذلك أنّ من يقول عند دعاء الداعي آمين فهو أيضاً داع؛ لأنّ قوله آمين تأويله: استجب، فهو سائل كما أنّ الداعي سائل أيضاً.
(٣/٨١)
---