﴿وإذ قتلتم نفساً﴾ خطاب للجمع لوجود القتل فيهم ﴿فادّارأتم﴾ فيه إدغام التاء في الأصل في الدال أي تخاصمتم وتدافعتم ﴿فيها﴾ أي: في شأنها، إذ المتخاصمان يدفع بعضهم بعضاً، أو تدافعتم بأن طرح كل قتلها عن نفسه إلى صاحبه ﴿وا مخرج﴾ أي: مظهر ﴿ما كنتم تكتمون﴾ فإن القاتل كان يكتم القتل، وقوله تعالى:
(١/١٥٤)
---
﴿فقلنا اضربوه﴾ أي: القتيل، عطف على ادّارأتم وما بينهما اعتراض، والضمير للنفس وتذكير الضمير على تأويل الشخص أو القتيل ﴿ببعضها﴾ أي: ببعض البقرة واختلفوا في ذلك البعض فقال ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر المفسرين: ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف وهو ما لان من العظام، وقال مجاهد وسعيد بن جبير: بعجب الذنب لأنه أوّل ما يخلق وآخر ما يبلى ويركب عليه الخلق، وقال الضحاك: بلسانها، قال الحسين بن الفضل: لأنه آلة الكلام، وقال عكرمة والكلبي: بفخذها الأيمن، وقيل: بعضو منها لا بعينه ففعلوا ذلك فقام القتيل حياً بإذن الله تعالى وأوداجه تشخب دماً وقال: قتلني فلان ثم سقط ومات مكانه فحرم قاتله الميراث وقتل وفي الخبر «ما ورث قاتل بعد صاحب البقرة» وفيه إضمار تقديره: فضرب فحيي، قال تعالى: ﴿كذلك﴾ الإحياء ﴿يحيي الله الموتى﴾ والخطاب مع من حضر حياة القتيل أو نزول الآية ﴿ويريكم آياته﴾ دلائل قدرته ﴿لعلكم تعقلون﴾ لكي يكمل عقلكم وتعلموا أنّ من قدر على إحياء نفس قدر على إحياء الأنفس كلها فتؤمنون.
(١/١٥٥)
---