﴿وأخذ الذين ظلموا﴾، أي: أنفسهم بالكفر ﴿الصيحة﴾، أي: صيحة جبريل عليه السلام، صاح بهم صيحة واحدة فهلكوا جميعاً أو أتتهم صيحة من السماء فتقطعت قلوبهم في صدورهم فماتوا جميعاً، كما قال تعالى: ﴿فأصبحوا في ديارهم جاثمين﴾، أي: باركين على الركب ميتين.
تنبيه: إنما قال تعالى وأخذ ولم يقل وأخذت؛ لأنّ الصيحة محمولة على الصياح، وأيضاً فصل بين الفعل والاسم المؤنث بفاصل فكان الفاصل كالعوض من تاء التأنيث. وقوله تعالى:
﴿كأن﴾ مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي: كأنهم ﴿لم يغنوا﴾، أي: يقيموا ﴿فيها﴾، أي: ديارهم ولم يسكنوها مدة من الدهر يقال: غنيت بالمكان إذا أقمت به. وقوله تعالى: ﴿ألا إنّ ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود﴾ تفسيره ما تقدّم في قوله تعالى: ﴿ألا إن عاداً كفروا ربهم﴾ (هود، ٦٠) الآية. وقرأ حفص وحمزة ألا إن ثمود بغير تنوين للتعريف والتأنيث بمعنى القبيلة، والباقون بالتنوين للذهاب إلى الحيّ أو إلى الأب الأكبر. ومَنْ نوّن وقف على ألف بعد الدال، ومن لم ينون وقف على الدال ساكنة. وقرأ الكسائي بعداً لثمودٍ بتنوين ثمود مع الكسر لما مرّ، والباقون بغير تنوين مع الفتح لما مرّ أيضاً.
القصة الرابعة: التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام المذكورة في قوله تعالى:
(٣/١٦٣)
---