﴿قالت يا ويلتا﴾ هذه كلمة تقال عند أمر عظيم، والألف مبدلة من ياء الإضافة. ﴿أألد وأنا عجوز﴾ وكانت ابنة تسعين سنة في قول ابن إسحاق، وقول مجاهد: تسع وتسعين سنة، ﴿وهذا بعلي﴾، أي: زوجي سُمِّيَ بذلك لأنه قيّم أمرها، وقولها ﴿شيخاً﴾ نصب على الحال. قال الواحدي: وهذا من لطيف النحو وغامضه فإنّ كلمة هذا للإشارة فكان قولها ﴿وهذا بعلي شيخاً﴾ قائم مقام أن يقال: أشير إلى بعلي حال كونه شيخاً، والمقصود تعريف هذه الحالة المخصوصة وهي الشيخوخة، وكان ابن مائة وعشرين سنة في قول ابن إسحاق. وقال مجاهد: مائة سنة وكان بين البشارة والولادة سنة ﴿إن هذا لشيء عجيب﴾، أي: إنّ الولد من هرمين فهو استعجاب من حيث العادة دون القدرة ولذلك
﴿قالوا﴾، أي: الملائكة لسارة ﴿أتعجبين من أمر الله﴾ منكرين عليها ذلك، أي: لا تعجبين من ذلك فإنّ الله تعالى قادر على كل شيء، وإذا أراد شيئاً كان سريعاً فإن خوارق العادات باعتبار أهل بيت النبوّة ومهبط المعجزات، وتخصيصهم بمزيد النعم والكرامات ليس بمستغرب ﴿رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت﴾، أي: بيت إبراهيم وأهل منصوب على المدح أو النداء لقصد التخصيص كقولهم: اغفر لنا أيتها العصابة وهذا على معنى الدعاء من الملائكة لهم بالخير والبركة، وفيه دليل على أنّ أزواج الرجل من أهل بيته ﴿إنه﴾ تعالى ﴿حميدٌ﴾، أي: محمود على كل حال أو فاعل ما يستوجب به الحمد ﴿مجيد﴾، أي: كثير الخير والإحسان.
القصة الخامسة: التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة قصة لوط عليه السلام المذكورة قوله تعالى:
(٣/١٦٨)
---