فإن قيل: كيف يجوز أن يكونوا أنبياء وقد أقدموا على ما أقدموا عليه في حق يوسف عليه السلام ؟ أجيب: بأنّ ذلك وقع منهم قبل النبوّة، والعصمة من المعاصي إنما تعتبر بعد النبوّة لا قبلها على خلاف فيه. ﴿كما أتمها على أبويك﴾ بالنبوّة والرسالة، وقيل: إتمام النعمة على إبراهيم عليه السلام خلاصه من النار واتخاذه خليلاً، وعلى إسحاق خلاصه من الذبح وفداؤه بذبح عظيم على قول أن إسحاق هو الذبيح. ﴿من قبل﴾، أي: من قبل هذا الزمان وقوله: ﴿إبراهيم وإسحاق﴾ عطف بيان لأبويك ثم إن يعقوب عليه السلام لما وعده بهذه الدرجات الثلاثة ختم الكلام بقوله: ﴿إن ربك عليم﴾، أي: بليغ العلم ﴿حكيم﴾، أي: بليغ الحكمة وهي وضع الأشياء في أتقن مواضعها.
(٣/٢١٩)
---
﴿لقد كان في﴾ خبر ﴿يوسف وإخوته﴾ وهم أحد عشر؛ يهوذا وروبيل وشمعون ولاوي وزبلون قال البقاعي: بزاي وباء موحدة ويشجر وأمّهم ليا بنت ليان وهي ابنة خال يعقوب وولد له من سريتين إحداهما زلفى، والأخرى يلقم كذا قاله البغويّ. وقال الرازي: والأخرى بلهمة أربعة أولاد وأسماؤهم دان ونفتالى؛ قال البقاعي: بنون مفتوحة وفاء ساكنة ومثناة فوقية ولام بعدها ياء، وجاد وأشر، ثم توفيت ليا فتزوّج بأختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين، وقيل: جمع بينهما ولم يكن الجمع محرماً حينئذٍ ﴿آيات﴾، أي: علامات ودلائل على قدرة الله تعالى وحكمته في كل شيء ﴿للسائلين﴾ عن قصصهم.