﴿قالوا﴾ مجيبين عن الثاني بما يلين الأب لإرساله مؤكدين لتطييب خاطره دالين على القسم بلامه ﴿لئن أكله الذئب ونحن﴾، أي: والحال أنَّا ﴿عصبة﴾، أي: جماعة عشرة رجال بمثلهم تعصب الأمور وتكفى الخطوب، وأجابوا عن القسم بما أغنى عن جواب الشرط بقولهم ﴿إنّا إذاً﴾، أي: إذا كان هذا ﴿لخاسرون﴾، أي: كاملون في الخسارة؛ لأنا إذا ضيّعنا أخانا فنحن لما سواه من أموالنا أشد تضييعاً، وأعرضوا عن جواب الأول؛ لأن حقدهم وغيظهم كان بسبب العذر الأوّل وهو شدّة حبه له، فلما سمعوا ذلك المعنى تغافلوا عنه وأقله أن يقولوا: ما وجه الشح بفراقه يوماً والسماح بفراقنا كل يوم. وقرأ الذيب ورش والسوسي والكسائي بإبدال الهمزة ياء وقفاً ووصلاً، وحمزة وقفاً لا وصلاً، والباقون بالهمزة وقفاً ووصلاً. وقوله تعالى:
﴿س١٢ش١٥/ش٢٠ فَلَمَّا ذَهَبُوا؟ بِهِ؟ وَأَجْمَعُو؟ا؟ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ؟ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَاذَا وَهُمْ يَشْعُرُونَ * وَجَآءُو؟ أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ * قَالُوا؟ يَا؟أَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ؟ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَآءُو عَلَى قَمِيصِهِ؟ بِدَمٍ كَذِبٍ؟ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا؟ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ؟ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ * وَجَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا؟ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ؟؟ قَالَ يَابُشْرَى هَاذَا غُلَامٌ؟ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً؟ وَاللَّهُ عَلِيمُ؟ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا؟ فِيهِ مِنَ الزاهِدِينَ ﴾
(٣/٢٢٥)
---