﴿وفي الأرض﴾، أي: التي أنتم سكانها تشاهدون ما فيها مشاهدة لا تقبل الشك ﴿قطع﴾، أي: بقاع مختلفة ﴿متجاورات﴾، أي: متقاربات يقرب بعضها من بعض واحدة طيبة، والأخرى سبخة لا تنبت وأخرى صالحة للزرع لا للشجر، وأخرى بالعكس، وأخرى قليلة الريع، وأخرى كثيرته مع انتظام الكل في الأرضية، وهو من دلائل قدرته تعالى ﴿وجنات﴾، أي: بساتين فيها أنواع الأشجار من نخيل وأعناب وغيرذلك كما قال تعالى: ﴿من أعناب وزرع ونخيل صنوان﴾ جمع صنو وهي النخلات يجمعها أصل واحد وتتشعب فروعها، ومنه قوله ﷺ في عمه العباس: «عمّ الرجل صنو أبيه» يعني أنهما من أصل واحد ﴿وغير صنوان﴾، أي: متفرقات مختلفة الأصول وسمي البستان جنة؛ لأنه يستر بأشجاره الأرض.
(٣/٣٤٩)
---