تنبيه: قوله ﴿قبل الحسنة﴾ فيه وجهان: أحدهما: متعلق بالاستعجال ظرفاً له والثاني: أنه متعلق بمحذوف على أنه حال مقدرة من السيئة قاله أبو البقاء. ﴿وقد﴾، أي: والحال أنه قد ﴿خلت من قبلهم المثلات﴾ جمع مثلة بفتح الميم وضم المثلثة كصدقة وصدقات، أي: عقوبات أمثالهم من المكذبين أفلا يعتبرون بها. ﴿وإنّ ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم﴾ وإلا لم يترك على ظهرها دابة كما قال تعالى: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة﴾ (فاطر، ٤٥). وقال ابن عباس: معناه لذو تجاوز عن المشركين إذا آمنوا. ﴿وإنّ ربك لشديد العقاب﴾ للمصرين على الشرك الذين ماتوا عليه. وقال مقاتل: إنه لذو تجاوز عن شركهم في تأخير العذاب عنهم، وشديد العقاب إذا عاقب. ولما بين سبحانه وتعالى أنّ الكفار طعنوا في نبوة النبيّ ﷺ بسبب طعنهم في الحشر والنشر أوّلاً، ثم طعنوا في نبوّته بسبب طعنهم في صحة ما ينذرهم به من نزول عذاب الاستئصال ثانياً، ثم طعنوا في نبوّته بأن طلبوا منه المعجزة والبينة. ثالثاً، وهو المذكور في قوله تعالى:
(٣/٣٥٥)
---