(٣/٤٣١)
---
تعالى: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ فيقال له: على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث، ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته، وإن كان من أهل الشك قال: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيقال له: على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث، ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئاً، فتنهشه وتؤمر الأرض فتنضم عليه حتى تختلف أضلاعه». فنسأل الله الثبات لنا ولوالدينا ولأحبابنا في الدنيا والآخرة إنه كريم جواد. ثم إنه تعالى عاد إلى وصف الكافرين فقال:
(٣/٤٣٢)
---
﴿ألم تر﴾، أي: تنظر، وفي المخاطب ما تقدّم ﴿إلى الذين بدّلوا﴾ والتبديل جعل الشيء مكان غيره ﴿نعمة الله﴾، أي: التي أسبغها عليهم من كلمة التوحيد ومن جميع النعم الدنيوية وتيسير الرزق وغير ذلك بأن جعلوا مكان شكرها ﴿كفراً﴾ وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان، وأعلاهم همماً في الوفاء وأبعدهم عن الجفاء ﴿وأحلوا﴾، أي: أنزلوا ﴿قومهم﴾، أي: الذين تابعوهم في الكفر بإضلالهم إياهم ﴿دار البوار﴾، أي: الهلاك مع إدعائهم أنهم أذب الناس عن الجار فضلاً عن الأهل. روى البخاري في التفسير أنهم كفار أهل مكة، وقوله تعالى:
﴿جهنم﴾ عطف بيان ﴿يصلونها﴾، أي: يدخلونها ﴿وبئس القرار﴾، أي: المقر هي.