وقيل الحق الوحي أو العذاب. وقرأ شعبة بضم التاء مع فتح الزاي ورفع الملائكة وحفص وحمزة والكسائي بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي ونصب الملائكة والباقون بالتاء مفتوحة مع فتح الزاي ورفع الملائكة وشدّد التاء البزي في الوصل، وأما الزاي فهي مشدّدة للجميع من يفتح ومن يكسر ﴿وما كانوا﴾، أي: الكفار ﴿إذاً﴾، أي: إذ تأتيهم الملائكة ﴿منظرين﴾، أي: لزوال الإمهال عنهم فيعذبوا في الحال إن لم يؤمنوا ويصدّقوا وكان حينئذ يفوت ما قضينا به من تأخيرهم وإخراج من أردنا إيمانه من أصلابهم ثم أجاب تعالى عن الأوّل بقوله تعالى مؤكذاً لتكذيبهم:
﴿إنا نحن﴾ بما لنا من العظمة والقدرة ﴿نزلّنا﴾، أي: بالتدريج على لسان جبريل عليه السلام ﴿الذكر﴾، أي: القرآن ﴿وإنا له لحافظون﴾، أي: من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان، ونظيره قوله تعالى: ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً﴾ (النساء، ٨٢)
(٣/٤٦٢)
---


الصفحة التالية
Icon