﴿بسم الله﴾ أي: المحيط بدائرة الكمال فما شاء فعل ﴿الرحمن﴾ أي: الذي عمت نعمته جليل خلقه وحقيره صغيره وكبيره. ﴿الرحيم﴾ أي: الذي خص من شاء بنعمته النجاة مما يسخطه بما يراه وقوله تعالى:
﴿أتى أمر الله﴾ فيه وجهان أحدهما أنه ماض لفظاً مستقبل معنى إذ المراد به يوم القيامة وإنما أبرزه في صورة ما وقع وانقضى تحقيقاً له ولصدق المخبر به. والثاني: أنه على بابه والمراد مقدّماته وأوائله وهو نصر رسوله ﷺ أي: جاء أمر الله ودنا وقرب فإنه يقال في الكلام المعتاد أنه قد أتى ووقع إجراء لما يجب وقوعه مجرى الواقع. يقال لمن طلب الإعانة وقرب حصولها: جاءك الغوث، أي: أتى أمر الله وعداً ﴿فلا تستعجلوه﴾ وقوعاً قبل مجيئه فإنه واقع لا محالة روي أنه ﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى». قال ابن عباس: كان مبعث رسول الله ﷺ من أشراط الساعة. ولما مرّ جبريل بأهل السموات مبعوثاً إلى النبيّ ﷺ قالوا: الله أكبر قامت الساعة. وروي أنه لما نزلت ﴿اقتربت الساعة﴾ قال (القمر، ١)
(٤/١١)
---
قال الكفار بعضهم لبعض: إنّ هذا، أي: محمداً ﷺ يزعم أنّ القيامة قد اقتربت فأمسكوا عن بعض ما تقولون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا: ما نرى شيئاً فنزل ﴿اقترب للناس حسابهم﴾ (الأنبياء، ١)