﴿إلهكم﴾ أي: أيها الخلق جميعاً المعبود بحق ﴿إله﴾ أي: متصف بالإلهية على الإطلاق بالنسبة إلى كل أوان وكل زمان وكل مكان ﴿واحد﴾ لا يقبل التعدّد الذي هو مثال النقص بوجه من الوجوه لأنّ التعدّد يستلزم إمكان التمانع المستلزم للعجز المستلزم للبعد عن رتبة الإلهية. ﴿فالذين﴾ أي: فتسبب عن هذا أنّ الذين ﴿لا يؤمنون بالآخرة﴾ أي: دار الجزاء ومحل إظهار الحكم الذي هو ثمرة الملك والعدل الذي هو مدار العظمة ﴿قلوبهم منكرة﴾ أي: جاحدة للوحدانية ﴿وهم﴾ أي: والحال أنهم بسبب إنكار ذلك ﴿مستكبرون﴾ أي: متكبرون عن الإيمان بها ﴿لا جرم﴾ أي: حقاً ﴿أن الله يعلم﴾ علماً غيبياً وشاهدياً ﴿ما يسرون﴾ أي: ما يخفون مطلقاً أو بالنسبة إلى بعض الناس ﴿وما يعلنون﴾ أي: يظهرون فيجاز يهم ذلك. ولما كان في ذلك معنى التهديد علل ذلك بقوله تعالى: ﴿إنه﴾ أي: العالم بالسر والعلن ﴿لا يحب المستكبرين﴾ أي: على خلقه فما بالك بالمستكبرين على التوحيد واتباع الرسول ﷺ ومعنى عدم محبتهم أنه يعاقبهم.
(٤/٣٥)
---