﴿قال﴾ ممدّا له ﴿اذهب﴾ أي: امض لما قصدته وهو طرد وتخلية بينه وبين ما سوّلت له نفسه، وتقدّم في الحجر أنه إنما يؤخر إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم ينفخ في الصور لا أنه يؤخر إلى يوم القيامة كما طلب، وقرأ أبو عمرو وخلاد والكسائيّ بادغام الباء الموحدة في الفاء، وأظهرها الباقون.
ولما حكم تعالى بشقاوته وشقاوة من أراد طاعته له تسبب عنه قوله تعالى: ﴿فمن تبعك منهم﴾ أي: أولاد آدم عليه السلام ﴿فإن جهنم﴾ أي: الطبقة النارية التي تتجهم داخلها ﴿جزاؤكم﴾ أي: جزاؤك وجزاء أتباعك تجزون ذلك ﴿جزاء موفوراً﴾ أي: مكملاً وافياً بما تستحقون على أعمالكم الخبيثة. ولما طلب إبليس اللعين من الله تعالى الإمهال إلى يوم القيامة لأجل أن يحتنك ذرية آدم ذكر الله تعالى له أشياء الأوّل اذهب، أي: امض كما مرّ فإني أمهلتك هذه المدّة وليس من الذهاب الذي هو ضدّ المجيء. الثاني: قوله تعالى: ﴿واستفزز﴾ أي: استخف ﴿من استطعت منهم﴾ أن تستفزه وهم الذين سلطناك عليهم ﴿بصوتك﴾ قال ابن عباس: معناه بدعائك إلى معصية الله وكل داع إلى معصية الله تعالى فهو من جند إبليس، وقيل أراد بصوتك الغناء واللهو واللعب. الثالث: قوله تعالى: ﴿وأجلب﴾ أي: صح ﴿عليهم﴾ من الجلبة وهي الصياح ﴿بخيلك ورجلك﴾.
(٤/٢٥٢)
---


الصفحة التالية
Icon