. وكقول القائل: اعمل ما شئت فسوف ترى، وكما يقال اجهد جهدك فسوف ترى ما ينزل بك. ولما قال الله تعالى له افعل ما تقدر عليه قال تعالى:
﴿إنّ عبادي﴾ أي: الذين أهلتهم للإضافة إليّ فقاموا بحق عبوديتي بالتقوى والإحسان ﴿ليس لك عليهم سلطان﴾ أي: فلا تقدر أن تغويهم وتحملهم على ذنب لا يغفر فإني وفقتهم للتوكل عليّ فكفيتهم أمرك ﴿وكفى بربك﴾ أي: الموجد لك ﴿وكيلاً﴾، أي: حافظاً لهم منك. ولما ذكر تعالى أنه الوكيل الذي لا كافي غيره أتبعه بعض أفعاله الدالة على ذلك بقوله تعالى:
(٤/٢٥٥)
---
﴿ربكم﴾ أي: المتصرف فيكم هو ﴿الذي يزجي﴾ أي: يجري ﴿لكم الفلك﴾ ومنها التي حملكم فيها مع أبيكم نوح عليه الصلاة والسلام ﴿في البحر لتبتغوا﴾ أي: لتطلبوا ﴿من فضله﴾ الربح وأنواع الأمتعة التي لا تكون عندكم ثم إنه تعالى علل ذلك بقوله عز وجل: ﴿إنه﴾ أي: فعل سبحانه وتعالى ذلك لأنه ﴿كان﴾ أي: أزلاً وأبداً ﴿بكم رحيماً﴾ حيث هيأ لكم ما تحتاجون إليه وسهل عليكم ما يعسر من أسبابه. تنبيه: الخطاب في قوله ربكم وفي قوله إنه كان بكم عام في حق الكل والمراد من الرحمة منافع الدنيا ومصالحها وأمّا قوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon