﴿وإنا لجاعلون ما عليها﴾ من جميع تلك الزينة لا يصعب علينا شيء منه ﴿صعيداً﴾، أي: فتاتاً ﴿جزراً﴾، أي: يابساً لا ينبت ونظيره قوله تعالى: ﴿كل من عليها فان﴾ (الرحمن، ٢٦). وقوله تعالى: ﴿فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً﴾ (طه: ١٠٦، ١٠٧). وتخصيص الإهلاك بما على الأرض يوهم بقاء الأرض إلا أنّ سائر الآيات على أنّ الأرض أيضاً لا تبقى كما قال تعالى: ﴿يوم تبدّل الأرض غير الأرض﴾ (إبراهيم، ٨٤). ولما أنّ القوم تعجبوا في قصة أصحاب الكهف وسألوها النبيّ ﷺ على سبيل الامتحان قال تعالى:
﴿أم حسبت﴾، أي: ظننت على ما لك من العقل الرزين والرأي الرصين ﴿أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً﴾ على ما لزم من تهويل السائلين من الكفرة من اليهود والعرب والواقع أنهم كانوا من العجائب ليسوا بعجب بالنسبة إلى كثرة آياتنا فإنّ من كان قادراً على تخليق السموات والأرض كيف يستبعد من قدرته وحفظه ورحمته حفظ طائفة مدّة ثلاثمائة سنة وأكثر في النوم والكهف الغار الواسع في الجبل، واختلف في الرقيم فقيل هو اسم كلبهم قال أمية بن أبي الصلت:
وليس بها إلا الرقيم مجاورا
(٥/٨)
---


الصفحة التالية
Icon