﴿وإذ﴾، أي: وحين ﴿اعتزلتموهم﴾، أي: قومكم ﴿وما يعبدون﴾، أي: واعتزلتم معبودهم وقولهم: ﴿إلا الله﴾ يجوز أن يكون استثناء منه متصلاً على ما روي أنهم كانوا يقرّون بالخالق ويشركون معه كما كان أهل مكة، وأن يكون منقطعاً وقيل هو كلام معترض إخبار من الله تعالى عن الفتية بأنهم لم يعبدوا غير الله تعالى: ﴿فأووا إلى الكهف﴾، أي: الغار الذي في الجبل ﴿ينشر﴾، أي: يبسط ﴿لكم﴾ ويوسع عليكم ﴿ربكم﴾، أي: المحسن إليكم ﴿من رحمته﴾ ما يكفيكم به المهم من أمركم في الدارين ﴿ويهيئ لكم من أمركم﴾، أي: الذي من شأنه أن يهمكم ﴿مرفقاً﴾، أي: ما ترتفقون به وتنتفعون وجزمهم بذلك لخلوص نيتهم وقوّة وثوقهم بفضل الله. وقرأ نافع وابن عامر بفتح الميم وكسر الفاء والباقون بكسر الميم وفتح الفاء. قال الفراء: وهما لغتان واشتقاقهما من الارتفاق، وكان الكسائي لا يذكر في مرفق الإنسان الذي في اليد إلا كسر الميم وفتح الفاء، والفراء يجيزه في الأمر وفي اليد وقيل هما لغتان إلا أنّ الفتح أقيس والكسر أكثر والخطاب في قوله تعالى:
(٥/٢٠)
---


الصفحة التالية
Icon