﴿وكذلك﴾، أي: ومثل ما فعلنا بهم ذلك الأمر العظيم من الربط على قلوبهم والستر والحماية من الطالبين لهم والحفظ لأجسادهم على ممرّ الزمان وتعاقب الحدثان وغير ذلك ﴿أعثرنا﴾، أي: أطلعنا غيرهم ﴿عليهم﴾ يقال عثرت على كذا علمته وأصله أنّ من كان غافلاً عن شيء فعثر به نظر إليه فعرفه فكان العثر سبباً لحصول العلم فأطلق السبب على السبب بقوله تعالى: ﴿ليعلموا﴾ متعلق بأعثرنا والضمير قيل يعود على مفعول أعثرنا المحذوف تقديره أعثرنا الناس وقيل يعود إلى أهل الكهف وهذا هو الظاهر ﴿أنّ وعد الله﴾ الذي له صفات الكمال بالبعث للروح والجثة معاً ﴿حق﴾ لأنّ قيامهم بعد نومهم يتقلبون نيفاً وثلاثمائة سنة مثل من مات ثم بعث.
قال بعض العارفين: علامة اليقظة بعد النوم علامة البعث بعد الموت.g
ولما كان من الحق ما قد يداخله شك قال تعالى: ﴿وأنّ﴾، أي: وليعلموا أنّ ﴿الساعة﴾، أي: آتية ﴿لا ريب﴾، أي: لا شك ﴿فيها﴾.
(٥/٢٨)
---


الصفحة التالية
Icon