ثم وقع التنازع في أمرهم بين أهل المدينة كما قال تعالى: ﴿إذ يتنازعون﴾، أي: أهل المدينة ﴿بينهم أمرهم﴾، أي: أمر الفتية في البناء حولهم ﴿فقالوا﴾، أي: الكفار ﴿ابنوا عليهم﴾، أي: حولهم ﴿بنياناً﴾ يسترهم فإنهم كانوا على ديننا وقوله تعالى: ﴿ربهم أعلم بهم﴾ يجوز أن يكون من كلام الله تعالى وأن يكون من كلام المتنازعين فيهم ﴿قال الذين غلبوا على أمرهم﴾، أي: أمر الفتية وهم المؤمنون ﴿لنتخذن عليهم﴾، أي: حولهم ﴿مسجداً﴾ يصلى فيه وفعل ذلك على باب الكهف، وقيل: إنّ بعضهم قال: الأولى أن نسدّ باب الكهف عليهم لئلا يدخل أحد عليهم ولا يقف على أحوالهم إنسان. وقال الآخرون: بل الأولى أن نبني على باب الكهف مسجداً وهذا القول يدل على أنّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله ومعترفين بالعبادة والصلاة، وقيل: تنازعوا في مقدار مكثهم وقيل في عددهم وأسمائهم. تنبيه: بنياناً يجوز أن يكون مفعولاً به جمع بنيانة وأن يكون مصدراً. ولما ذكر أصحاب الكهف عند النبيّ ﷺ وقع الاختلاف في عددهم كما قال تعالى:
(٥/٣٨)
---


الصفحة التالية
Icon