(٥/٨٨)
---
إنّ ذلك لعرس ما شهدته ثم ذكرت قوله تعالى: ﴿أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني﴾ فعلمت أن لا تكون ذرّية إلا من زوجة فقلت: نعم وقال قتادة: يتوالدون كما يتوالد بنو آدم، وقيل: إنه يدخل ذنبه في دبره فيبيض البيضة فتنفلق عن جماعة من الشياطين، قال مجاهد من ذرية إبليس لاقيس وولهان وهما صاحبا الطهارة والصلاة والهفاف ومرة وبه يكنى وزلنيور وهو صاحب الأسواق يزين اللغو والأيمان الكاذبة ومدح السلع ونبز وهو صاحب المصائب يزين خمش الوجوه ولطم الخدود وشق الجيوب، والأعور وهو صاحب الزنا ينفخ في إحليل الرجل وعجز المرأة، ومطوس وهو صاحب الأخبار الكاذبة يلقيها في أفواه الناس لا يجدون لها أصلاً، وداسم وهو الذي إذا دخل الرجل بيته ولم يسم اللّه ولم يذكر اللّه دخل معه، وإذا أكل ولم يسم اللّه أكل معه، قال الأعمش: ربما دخلت البيت ولم أذكر اللّه ولم أسلم فرأيت مطهرة فقلت: ارفعوا وخاصمتهم ثم اذكر فأقول داسم داسم. وعن عثمان بن أبي العاص قال: قلت يا رسول اللّه إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ، فقال رسول اللّه ﷺ «ذلك شيطان يقال له خترب فإذا أحسسته فتعوّذ باللّه واتفل عن يسارك ثلاثاً قال ففعلت ذلك فأذهبه اللّه عني»، وعن أبيّ بن كعب أن النبي ﷺ قال: «للوضوء شيطان يقال له الولهان فاتقوا وساوس الماء»، وعن جابر قال: قال رسول اللّه ﷺ «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت»، قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه واختلفوا في عود الضمير في قوله تعالى:
(٥/٨٩)
---