﴿قال﴾ له موسى عليه السلام آتياً بنهاية التواضع لمن هو أعلم منه إرشاداً لما ينبغي في طلب العلم رجاء تسهيل اللّه تعالى له النفع به ﴿ستجدني﴾ فأكد الوعد بالسين ثم أخبر تعالى أنه قوّي تأكيده بالتبرك بذكر الله تعالى لعلمه بصعوبة الأمر على الوجه الذي تقدّم الحق عليه في هذه السورة في قوله تعالى ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء اللّه ليعلم أنه منهاج الأنبياء فقال: ﴿إن شاء اللّه﴾ أي: الذي له صفات الكمال ﴿صابراً﴾ على ما يجوز الصبر عليه ثم زاد التأكيد بقوله: عطفاً بالواو على صابراً لبيان التمكن في كل من الموضعين ﴿ولا أعصي﴾ أي: وغير عاص ﴿لك أمراً﴾ تأمرني به غير مخالف لظاهر أمر اللّه تعالى.
(٥/١٠٥)
---