﴿وأما الجدار﴾ أي: الذي أشرت بأخذ الأجر عليه ﴿فكان لغلامين﴾ ودل على كونهما دون البلوغ بقوله: ﴿يتيمين﴾ وكان اسم أحدهما أصرم والآخر صريماً. ولما كانت القرية لا تنافي التسمية بالمدينة وكان التعبير بالقرية أولاً أليق عبر بها لأنها مشتقة من معنى الجمع فكان أليق بالذم في ترك الضيافة، ولما كانت المدينة بمعنى محل الإقامة عبر بها فقال: ﴿في المدينة﴾ فكان التعبير بها أليق للإشارة به إلى أن الناس يعملون فيها فينهدم الجدار وهم مقيمون فيأخذون الكنز كما قال، ﴿وكان تحته كنز لهما﴾ فلذلك أقمته احتساباً، واختلف في ذلك الكنز كما قال: ﴿وكان تحته كنز لهما﴾ فلذلك أقمته احتساباً واختلف في ذلك الكنز فعن أبي الدرداء أن النبي ﷺ قال: «كان ذهباً وفضة» رواه البخاري في تاريخه والترمذي والحاكم وصححه والذم على كنزهما في قوله تعالى: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة﴾ (التوبة، ٣٤)
(٥/١١٩)
---