(٥/١٤٦)
---
هذه الكلمات بكل ما سألنا عنه قال اللّه تعالى:
﴿قل﴾ يا خير الخلق لهم ﴿إنما أنا بشر﴾ في استبداد القدرة على إيجاد المعدوم والإخبار بالغيب ﴿مثلكم﴾ أي: لا أمر لي ولا قدرة إلا ما يقدرني ربي عليه ولكن ﴿يوحى إليّ﴾ أي: من اللّه تعالى الذي خصني بالرسالة كالوحي إلى الرسل قبلي ﴿أنما إلهكم﴾ الذي يجب أن يعبد ﴿إله واحد﴾ لا ينقسم بمجانسة ولا غيرها قادر على ما يريد، لا منازع له لم يؤخر جواب ما سألتموني عنه من عجز ولا من جهل هذا الذي يعني كل أحد علمه، وأما ما سألتم عنه في أمر الروح والقصتين تعنتا لي فأمر لو جهلتموه ما ضرّكم جهله ﴿فمن﴾ أي: فتسبب عن وحدته المستلزمة لقدرته أنه من ﴿كان يرجو لقاء ربه﴾ أي: يخاف المصير إليه وقيل يأمل رؤية ربه والرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعاً قال الشاعر:
*فلا كل ما ترجو من الخير كائن
** ولا كل ما ترجو من الشر واقع
(٥/١٤٧)
---


الصفحة التالية
Icon