وأما كونه غفوراً، فقوله تعالى: ﴿وربك الغفور﴾ (الكهف، ٥٨)، وأما كونه غفاراً، فقوله تعالى: ﴿وإني لغفار لمن تاب وآمن﴾، وأما الغفران، فقوله تعالى: ﴿غفرانك ربنا﴾ (البقرة، ٢٨٥)، وأما المغفرة، فقوله تعالى: ﴿وإن ربك لذو مغفرة للناس﴾ (الرعد، ٦)، وأما صيغة الماضي فقوله تعالى في حق داوود عليه السلام :﴿فغفرنا له﴾ (ص، ٢٥)، وأما صيغة المستقبل فقوله تعالى: ﴿يغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ (النساء، ٤٨)، وقوله تعالى في حق نبينا ﷺ ﴿ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخر﴾ (الفتح، ٢)، وأما لفظ الاستغفار، فقوله تعالى: ﴿استغفروا ربكم﴾ (هود، ٣)، ﴿ويستغفرون لمن في الأرض﴾ (الشورى، ٥)
﴿ويستغفرون للذين آمنوا﴾ (غافر، ٧)
وههنا نكتة لطيفة وهي أن العبد له أسماء ثلاثة؛ الظالم والظلوم والظلام إذا كثر منه الظلم، ولله تعالى في مقابلة كل واحد من هذه الأسماء اسم، فكأنه تعالى قال: إن كنت ظالماً فأنا غافر، وإن كنت ظلوماً فأنا غفور، وإن كنت ظلاماً فأنا غفار، فيجب على كل من ارتكب معصية كبيرة أو صغيرة أن يتوب منها لهذه الآية، ودلت على أن العمل الصالح غير داخل في الإيمان؛ لأنه تعالى عطف العمل الصالح على الإيمان والمعطوف غاير المعطوف عليه. ولما أمر تعالى موسى عليه السلام بحضور الميقات مع قوم مخصوصين قال المفسرون: هم السبعون الذين اختارهم الله تعالى من جملة بني إسرائيل ليذهبوا معه إلى الطور ليأخذوا التوراة، فسار بهم موسى، ثم عجل موسى عليه السلام من بينهم شوقاً إلى ربه وخلف السبعين، وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل، فقال تعالى له:
(٥/٢٩٢)
---
أي: لمجيء ميعاد أخذ التوراة ﴿يا موسى﴾