﴿قال﴾ أي موسى عليه السلام لرأس أهل الضلال معرضاً عن أخيه بعد قبول عذره جاعلاً ما نسب إليه سبباً لسؤاله عن الحامل له عليه ﴿فما خطبك﴾؟ أي: أمرك هذا العجب العظيم الذي حملك على ما صنعت، وأخبرني ربي أنك أضللتهم به ﴿يا سامري﴾
(٥/٣٠١)
---
﴿قال﴾ السامري: مجيباً له ﴿بصرت﴾ من البصر والبصيرة ﴿بما لم يبصروا به﴾ أي: رأيت ما لم ير بنو إسرائيل، وعرفت ما لم يعرفوا، وقال ابن عباس: علمت ما لم يعلموا، ومنه قولهم: رجل بصير، أي: عالم قاله أبو عبيدة وأراد أنه رأى جبريل عليه السلام، فأخذ من موضع حافر دابته قبضة من تراب كما قال: ﴿فقبضت﴾ أي: فكان ذلك سبباً؛ لأن قبضت ﴿قبضة﴾ أي: مرة من القبض أطلقها على المقبوض تشبيهاً للمفعول بالمصدر ﴿من أثر﴾ فرس ذلك ﴿الرسول﴾ أي: المعهود ﴿فنبذتها﴾ أي: في الحلي الملقى في النار، أو في العجل ﴿وكذلك﴾ أي: وكما سولت لي نفسي أخذ أثره ﴿سوَّلت﴾ أي: حسنت وزينت ﴿لي نفسي﴾ نبذها في الحلي، فنبذتها، وكان منها ما كان، ولم يدعني إلى ذلك داع، ولا حملني عليه حامل غير التسويل.


الصفحة التالية
Icon