﴿لو كان هؤلاء﴾ أي: الأوثان ﴿آلهة﴾ أي: كما زعمتم ﴿ما وردوها﴾ أي: ما دخل الأوثان وعابدوها النار، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بإبدال الهمزة الثانية ياءً خالصة في الوصل بعد تحقيق الأولى، والباقون بتحقيقهما ﴿وكل﴾ أي: من العابدين والمعبودين ﴿فيها﴾ أي: في جهنم ﴿خالدون﴾ لا انفكاك لهم عنها بل يحمى بكل منهم فيها على الآخر فإن قيل: لم قرنوا بآلهتهم؟ أجيب: بأنهم لا يزالون لمقارنتهم في زيادة غم وحسرة حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم والنظر إلى وجه العدوّ باب من العذاب؛ لأنهم قدروا أنهم يستشفعون في الآخرة وينتفعون بشفاعتهم، فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدروا لم يكن شيء أبغض إليهم منهم.
فإن قيل: إذا عنيت بما تعبدون الأوثان فما معنى قوله تعالى:
(٥/٤١٩)
---


الصفحة التالية
Icon