ولماكان التقدير فإنّ الله أراد إظهار دينه بهم عطف عليه قوله تعالى: ﴿وإنّ الله﴾ أي: الذي هو الملك الأعلى ﴿على نصرهم لقدير﴾ وفي ذلك وعد من الله بنصر المؤمنين ثم وصفهم بقوله تعالى: ﴿الذين أخرجوا من ديارهم﴾ إلى الشعب والحبشة والمدينة ﴿بغير حق﴾ أوجب ذلك ما أخرجوا ﴿إلا أن يقولوا﴾ أي: بقولهم ﴿ربنا الله﴾ وهذا القول حق والإخراج به إخراج بغير حق ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿هل تنقمون منا إلا أن آمنا با﴾ (المائدة: ٥٩).
(٥/٤٧٥)
---