(٥/٤٨٦)
---
أهل مكة كان باطلاً، فلم يدخل أحد منهم إلا بجوار مستخفياً، فلما نزلت هذه الآية قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله تعالى، فغيّر ذلك. قال الرازي: هذه رواية عامّة المفسرين الظاهرية أما أهل التحقيق فقد قالوا: هذه الرواية باطلة موضوعة، واحتجوا على البطلان بالقرآن والسنة والمعقول.
أمّا القرآن فبوجوه أحدها: قوله تعالى: ﴿ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين﴾ (الحاقة: ٤٤، ٤٥، ٤٦)
ثانيها: قوله تعالى: ﴿قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ (يونس، ١٥)، ثالثها: قوله تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى﴾ (النجم، ٣)
وأمّا السنة فمنها ما روي عن محمد بن خزيمة أنه سئل عن هذه القصة، فقال: هذا من وضع الزنادقة وصنف فيه كتاباً، وقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل، فقد روى البخاري في صحيحه: «أنه ﷺ قرأ سورة النجم وسجد فيها، وسجد المسلمون والكفار والإنس والجن»، وليس فيه حديث الغرانيق.